موضوع حول التعبير الفني
مفهوم التعبير الفني :
الفن لغة تعبيرية بصرية ، لغة قوامها الألوان والخطوط والأشكال والمساحات، وكل ما يقوم عليه العمل الفني ، ولغة تنبض بالإحساس ، وتفيض بالمشاعر ، لغة تترجم الآمال والآلام والأحلام .
ومن هنا يجدر بنا أن نتناول مفهوم التعبير الفني ، وأن
العديد من الفلاسفة اتفقوا على أن التعبير هو جوهر الفن
فيري كرو تشه (Croce) أن الفن مؤلف من العاطفة التي ترتبط بالحالة النفسية للفنان ؛ والتعبير الفني عند جون دوي (Jon Dewy) معناه الاستحواذ على الانفعال ، وصياغته في وسائط مادية مثل : الألوان ، الخطوط ، الأشكال ، الصور ، والكلمات في الشعر والأدب .
ويقصد بالتعبير الفني أن ينفس الطفل عما في نفسه بأسلوبه الخاص ، وأن يترجم أحاسيسه الذاتية دون ضغوط أو تسلط ، في إطار المحافظة على نمطه وشخصيته وطبيعته ، فيعبر عن الأشكال والقيم الجمالية ، من خلال هذا التعبير الحر ، فتنمو خبراته و تتطور مشاعره ، وتتبلور أخيلته ، وفي ثنايا هذا التعبير يستخدم الطفل مجموعة من الخامات التي يتعرف خصائصها ، ومصادرها ، فتمكن من السيطرة عليها ، باستمرار معالجته لها.
أن التعبير عن المشاعر يعتبر أحد الوظائف الأساسية للفن
، وعلى مر العصور قام الفن بدور فعال في تحسيد الأحاسيس إلى قيم بصرية تشكيلية ،
والفن قادر على تناول أكثر المشاعر خصوصية في الإنسان كالآلم والخوف والأحلام ،
ليحولها إلى استعارات مرئية .
التعبير - في المصطلح الفني - هو البوح عما في داخل الشخص نحو موقف ما ، أو حدث ما ، أو ظاهرة معينة ، مستخدما في ذلك الفكر والجسد والكلمة .
أهداف التعبير الفني :
التعبير الفني دائما وعلى مر السنين هو في مقدمة محاور التربية الفنية في مراحل التعليم المختلفة ، وذلك لما للتعبير الفني من أهمية نابعة من أهدافه المتعددة وهي :
1- العمل على نمو وترقية أساليب الطلاب التعبيرية واليدوية بالقياس إلى مستواهم السابق في المراحل الماضية التي اجتاز وها.
2- التأكيد على الطابع الشخصي والمميز لكل طالب في مجال التعبير الفني .
3- إنضاج الخيال ، وإفساح المجال لتوليد الأفكار الابتكارية .
4- معالجة الخامات والسيطرة عليها وتوالد طرق جديدة للأداء وحل المشكلات .
5- الإحاطة بالبيئة والإحساس بالمظاهر الإلهامية فيها.
6- التبصير بقضايا المجتمع والإحساس بها ، وذلك بتقريب أهم الأحداث والمناسبات المحلية والعالمية ، وترجمتها بأسلوب التعبير الفني المفضل الذي يجسد المفاهيم والاتجاهات .
7- التبصير بالسير الشهيرة في حياتنا على مر العصور و بالمواقف التاريخية الخالدة.
8- الجمع بين التعبير الفني في المظاهر التي تقوم على البعد الواحد المسطح من جهة ، وعلى الأبعاد الثلاثة بمختلف الوسائل ، التي تساعد على تحقيق الأوضاع المثالية لها وذلك في مراحل التعليم العام .
هناك بعض الاهداف الاخري للتعبير الفني ومنها :
1- إكساب الطالب ثقافة بصرية ، من خلال مشاهدته للصور ولقطات الفيديو التي تتاح له.
2- تنمية قدرة الطالب على التوافق الحركي بين العين مع اليد.
3- تنمية القدرة على الإبداع الفني لدى الطالب، من خلال إحداث مواقف معينة، أو مشكلة محددة.
4- تنمية الحس الجمالي للطالب من خلال عرض إنتاجه الفني.
الوسائل المعينة للمعلم علي تحقيق اهداف التعبير الفني :
هناك عددا من الوسائل المعينة للمعلم على تحقيق أهداف التعبير الفني وهي :
1- يستلزم العناية بإبراز الطابع الشخصي لكل طالب ، حيث لا تخرج نتائج الأعمال متشابهة فعلى المعلم أن يناقش الطالب ويستمع إلى رأيه وينصحه ويرشده لمعالجة المشكلات .
2- إنضاج الخيال وإفساح المجال لتوليد الأفكار الابتكارية ، فعلى المعلم أن يشحذ خيال الطالب فيساعده على التدفق والاتساع.
3- معالجة الخامات والسيطرة عليها لا تأتي إلا بالتجريب الذي يجد الخبرات ، ويكشف لنا عن التنوع والتعدد والشمول ، وخامات التعبير الفني ليست مقصورة على أنواع محددة من الخامات .
4- الإحاطة بالبيئة وما تزخر من مشاهد وعناصر مختلفة تميزها عن البيئات المختلفة ، وما يجري على أرضها من نشاطات واهتمامات وحركة وسكون ، وذلك عن طريق إثارة الموضوعات التعبيرية لتلك المواقف والصور التي يمكن تحديدها بالاستدعاء والمناقشة والحوار المفتوح المتبادل.
5- التعبير الفني عن قضايا المجتمع ، ويأتي ذلك بتبصير الطلاب بأهمية الاشتراك في التعبير عن هذه القضايا والأحداث والمناسبات وغيرها ، حيث يجب على المعلم أن يكون ملما بهذه القضايا والأحداث.
أهمية التعبير الفني :
يعد التعبير الفني أحد الأهداف الرئيسة للتربية الفنية ، منذ تحولها من فترة المحاكاة الطبيعية إلى فترة الاعتراف بفن الطفل ، حيث تبين أن للطفل تعبير خاصة به ، يختلف تماما عن التعبير الفني للكبار ، وأن ممارسة الطفل للتعبير الفني يؤكد على بناء الشخصية المتكاملة ، وذلك من خلال التأكيد على الطراز الجمالي للطفل ، وأسلوبه المميز .
ويمكن إيجاز أهمية دراسة التعبير الفني للأطفال فيما يلي :
1- إعطاء وصف كامل و دقيق للعمليات السلوكية في الفن عند الأطفال .
2- اكتشاف خصائص التعبير الفني لكل عمر زمني خلال فترة الطفولة .
3- تفسير التغيرات الحادثة في تغيرات الأطفال الفنية.
4- التحكم في التغيرات السلوكية للأطفال في الفن وضبطها ، وتوجيهها والتنبؤ بها .
5- توجيه المعلم إلى تفسير التعبير الفني للأطفال بطريقة علمية صحيحة ، مما يؤدي إلى توجيه فن الأطفال تربوياً ، ونفسياً في ضوء الحقائق العلمية لا وجهات النظر الذاتية.
6- تفيد في قياس القدرات العقلية العامة ( الذكاء ) .
7- تفيد في فهم إنتاج الأطفال ، وتقبله من قبل الآباء ومساعدتهم ، وتوجيههم التوجيه السليم .
8- استنباط السمات الخاصة بالتعبير عند الجنسين ( الذكور الإناث ) .
9- استنباط العوامل المؤثرة على تعبيرات الأطفال .
10- تحديد مكانة تعبيرات الأطفال العرب من الاتجاهات العالمية ، للوقوف على مدى تقديم تربية أطفالنا ومعالجته السلبيات القائمة .
11- الكشف عن الأطفال الأسوياء وغير الأسوياء.
تبرز أهمية التعبير الفني للأطفال أيضا فيما يلي :
1. الإسهام في تحقيق الذات وتكامل الشخصية.
2. الكشف عن المهارات الفنية في مجال التعبير الفني باستخدام الحاسب الآلي وسيلة مساعدة في التعليم.
3. تعرف مكونات العمل الفني ، كالإشارات والعلامات والرموز، التي يستخدمها الطفل بأسلوبه عند الانتهاء من الرسم.
أنواع التعبير الفني :
هناك نوعين للتعبير الفني هما :
1. التعبير الحر :
وهو موجود مع الإنسان منذ ولادته ، ويعتبر التعبير الحر التلقائي فعلاً بشرياً نما مع خبرة الإنسان ؛ سواء كان طفلاً أو شخصاً بالغاً ، يقدمه الإنسان كمحصلة للخبرة التي يعيش فيها داخل إطار نفسي واجتماعي بيئي معين ؛ سواء دخل هذا الفعل مقدار من التعلم أو الثقافة المعايشة.
2. التعبير المقصود :
فهو الذي يقدمه أصحاب العقول المبدعة من أهل الفنون والآداب في صورة منتجات وأعمال فنية لها خصائصها التعبيرية ، والبنائية التخصصية، والمحملة بالقيم، و ارتباط دائم بين العقل الفني ورد الفعل بين الجمهور ، وهذا النوع من الفعل التعبيري يخرج نتيجة لمحصلة خبرات المبدع وفكره ، وإطاره الفلسفي ، ويحمل ما يريد توصيله للأخرين . ( المليجي ، 2000 )
وقد تم تقسيم التعبير الفني للأطفال حسب أنماط التعبير الي قسمين هما :
1. التعبير الفني المسطح :
ويشمل التعبيرات ذات البعدين مثل الرسوم والطباعة والورق الملون.
2. التعبير الفني المجسم :
ويعني ذلك النوع من الفنون الذي يتضمن أشكالاً مجسمة ذات
أبعاد ثلاثة حيث الإحساس بالكلمة ، والحركة ، والمتعة الفنية ليس من خلال رؤيتها
فقط ، بل بما تعطيه من تأثيرات مختلفة نتيجة لتحرك الظلال التي تنشأ من تغيير
الضوء الساقط عليها.
تعليقات
إرسال تعليق